للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سيدنا. فقال: "قولوا بقولكم" أي: ادعوني نبيًّا ورسولًا كما سماني اللَّه تعالى، ولا تسموني سيدًا كما تسمون رؤساءكم، فإني لست كأحدكم ممن يسودكم في أسباب الدنيا، ولهذا قال في الحديث: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" (١) وقال لبني قريظة "قوموا إلى سيدكم" (٢).

وفي قوله تعالى: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} (٣) دليل على جواز إطلاق السيد من يسود قومه كما يجوز أن يسمى عزيزًا وكريمًا.

(قلنا: و) أنت (أفضلنا فضلا) أي: أكثرنا فضيلة وعلمًا (و) أنت (أعظمنا طولًا) أي: قدرة على العطاء والبذل (فقال: قولوا بقولكم) أي: بقول أهل دينكم وشريعتكم وادعوني نبيًّا ورسولًا كما سماني اللَّه تعالى، ولا تسموني سيدًا كما تسموا أكابركم ورؤساءكم (أو) قال: قولوا: (بعض قولكم) فيه حذف واختصار، والتقدير: دعوا بعض قولكم واتركوه فحذف الفعل وبقي المفعول كقوله تعالى: {انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ} (٤) أي: وأتوا خيرًا لكم، أو المراد الاقتصار في المقال من غير إفراط.

(ولا يستجرينكم) بفتح الياء والتاء وسكون الجيم وكسر الراء وتشديد نون التوكيد (الشيطان) يستفعل من الجري بفتح الجيم وتشديد ياء النسب، والجري: الرسول والوكيل، ومنه حديث أم إسماعيل:


(١) السابق دون قوله: "ولا فخر"، وهذِه الزيادة رواها الترمذي (٣١٤٨، ٣٦١٥)، وابن ماجه (٤٣٠٨) من حديث أبي سعيد.
(٢) يأتي برقم (٥٢١٥) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٣) آل عمران: ٣٩.
(٤) النساء: ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>