للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالَ: "التُّوَدَةُ في كُلِّ شَيء إِلَّا في عَمَلِ الآخِرَةِ" (١).

* * *

باب في الرفق

[٤٨٠٧] (حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن يونس وحميد) ابن أبي حميد الطويل (عن الحسن) البصري (عن عبد اللَّه بن مغفل) بفتح الغين المعجمة والفاء المشددة -رضي اللَّه عنه-.

(أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: إن اللَّه رفيق) بعباده، من الرفق والرأفة، فهو فعيل بمعنى فاعل، كرحيم بمعنى راحم (يحب الرفق) وهو اللين والتسهيل في الأمور، أي: يأمر به ويحض عليه، وحب اللَّه للطاعة شرعه لها وترغيبه فيها.

وقد اختلف العلماء في أسماء اللَّه تعالى هل الأصل فيها التوقيف؟ فلا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله أو أجمع الأمة عليه؟ ففي الحديث تصريح بتسميته سبحانه رفيقًا وجميلًا يحب الجمال، أو الأصل جواز تسميته تعالى بكل اسم حسن وإن لم يؤذن فيه من الشرع، إلا إذا منع منه مانع شرعي؟ ومراد الخلاف: هل الألف واللام في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (٢) للجنس؟ فيعم كل اسم حسن وإن لم يرد التصريح به، أو للعهد الذي


(١) رواه أبو يعلى (٧٩٢)، والحاكم ١/ ٦٣، والبيهقي في "الزهد" (٧١٤)، والخطيب في "الجامع" (٩٧).
وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٧٩٤).
(٢) الأعراف: ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>