للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصله الاختبار والمحنة، وأكثر ما يستعمل في الخير، قال اللَّه تعالى: {بَلَاءً حَسَنًا} (١).

(فذكره فقد شكره) من آداب النعمة أن يذكر المعطي، فإذا ذكره فقد شكره، ومع الذكر يدعو له ويثني عليه، ويكون شكره ودعاؤه بحيث لا يخرجه عن كونه واسطة، ولكنه طريق من وصول النعمة إليه، وذلك لا ينافي رواية: "النعمة من اللَّه" وقد أثنى اللَّه على عباده في مواضع على أعمالهم، وهو خالقها وفاطر القدرة عليها كقوله تعالى: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (٢) ومن تمام الشكر أن يستر عيوب العطاء إن كان فيه عيب ولا يحقره (وإن كتمه فقد كفره) أي: ستر نعمة العطاء وغطاها وجحدها، قال اللَّه تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (٧)} (٣)، والكفر في اللغة التغطية، ومنه قوله تعالى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} (٤) أي: الزراع، سموا بذلك لأنهم يغطون الحب الذي زرعوه بالتراب.

* * *


(١) الأنفال: ١٧.
(٢) ص: ٣٠.
(٣) إبراهيم: ٧.
(٤) الحديد: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>