للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الرحمن حرست مع عمر ليلة بالمدينة، فبينا نحن نمشي إذ ظهر سراج لنا، فانطلقنا نَؤُمُّهُ، فلما دنونا إذا باب مغلق على قوم لهم أصوات ولغط، فأخذ عمر بيدي وقال: أتدري بيت من هذا؟ قلت: لا. قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شُرَّبٌ فما ترى؟ قلت: أرى أنا قد أتينا ما نهى اللَّه عنه؛ قال اللَّه تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} (١)، فرجع عمر وتركهم (٢).

قال الغزالي بعد هذِه الحكاية: وهذا يدل على وجوب الستر، وترك التتبع (٣). أي: تتبع عورات المسلمين. وظاهر قوله تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} يدل على وجوب ترك تتبع عورات المسلمين والتستر عليهم.

(فقال أبو الدرداء) عويمر (كلمة) يجوز أن تنصب من باب اشتغال العامل عن المعمول، فتنصب بفعل مقدر من جنس ما بعد، والتقدير؛ سمع كلمة (سمعها معاوية من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نفعه اللَّه تعالى بها) وفي قول أبي الدرداء هذا إشارة إلى أنه يستحب للآدمي إذا سمع كلمة من عالم أن يتمسك بها ويعمل؛ لينفعه اللَّه بها، وأن الطالب يكون حريصًا على استماع كلمة حكمة ينفعه اللَّه بها.

[٤٨٨٩] (ثنا سعيد بن عمرو الحضرمي) حمصي، صدوق (ثنا إسماعيل بن عياش) العنسي، عالم الشاميين، قال البخاري: إذا حدث


(١) الحجرات: ١٢.
(٢) رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ١/ ١٠٦، ١١٢، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٨/ ٥١ عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن وهو ابن عوف.
(٣) "إحياء علوم الدين" ٢/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>