للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجاء قومه، فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاء، فصعد المنبر فقال: "أيها الناس، أي أهل الأرض أكرم على اللَّه؟ " فقالوا: أنت يا رسول اللَّه. فقال: "إن العباس مني وأنا منه، فلا تسبوا أمواتنا؛ فتؤذوا أحياءنا" فقالوا: نعوذ باللَّه من غضبك (١).

[٤٩٠٠] (ثنا محمد (٢) بن العلاء) أبو كريب الهمداني (ثنا معاوية بن هشام) الكوفي، أخرج له مسلم.

(عن عمران بن أنس المكي) أبو أنس، لا يتابع على حديثه (عن عطاء، عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم) ولأحمد والنسائي: "لا تسبوا موتانا؛ فتوذوا أحياءنا" (٣) يعني: أن الميت إذا ذكرت مساوئه انتشرت مساوئه إلى أولاده وأقاربه؛ فيلحقهم العار بذلك كما تقدم في حديث العباس.

فإن قيل: هذِه الأحاديث مصرحة بالنهي عن سب الأموات، وقد جاء في الترخيص في سب الأشرار أشياء كثيرة، منها قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} (٤) وفي الصحيح أنهم أثنوا على الجنازة المارة


(١) رواه ابن سعد في "الطبقات" ٤/ ٢٤، وأحمد في "المسند" ١/ ٣٠٠، و"فضائل الصحابة" ٢/ ٩٣٣ (١٧٨٩)، والنسائي في "المجتبى" ٨/ ٣٣، والطبراني في "الكبير" ١٢/ ٣٦ (١٢٣٩٥) من حديث ابن عباس. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٢٢٥٩).
(٢) فوقها في (ل): (ع).
(٣) "مسند أحمد" ١/ ٣٠٠، "سنن النسائي" ٨/ ٣٣.
(٤) المسد: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>