للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه إلى ميسرة (يسر اللَّه عليه) صعاب أموره (في الدنيا والآخرة و) شدائد أهوال يوم القيامة.

و(من ستر على مسلم) زاد الترمذي: "في الدنيا" (١) أي: ستر على شيء من معاصيه وعيوبه فلم يحرك لسانه بذكرها، ولم يذكره بما يكرهه لو سمعه (ستره اللَّه في الدنيا والآخرة).

قال عياض: يحتمل وجهين: أحدهما: أن يستر معاصيه وعيوبه عن إذاعتها في أهل الموقف. والثاني: ترك محاسبته عليها (٢) وترك ذكرها. قال: والأول أظهر كما في الحديث: "يقرره بذنوبه، ثم يقول: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم" (٣) (٤) قلت: ويجوز الأمران: فلا يذيع معاصيه وعيوبه لأهل الموقف، ويترك محاسبته عليها.

(واللَّه في عون العبد) أي: معينًا له وظهيرًا (ما كان) أي: [ما] (٥) دام (العبد في عون أخيه) فما أعظم نفع هذا الحديث لمن عمل به، بأن من سعى في قضاء حاجة أخيه والقيام بها بنفسه أو بأعوانه، لا سيما إذا كان بلا سؤال المحتاج، وإذا قدمها على حاجة نفسه مع البشاشة والاستبشار وإظهار الفرح وقبول المنة أعانه اللَّه، ومن كان اللَّه في عونه ناهيك بعظم قدره وتيسر أموره.


(١) "سنن الترمذي" (١٩٣٠).
(٢) ساقطة من (م).
(٣) رواه البخاري (٢٤٤١)، ومسلم (٢٧٦٨) من حديث ابن عمر مرفوعًا.
(٤) "إكمال المعلم" ٨/ ٦١.
(٥) ساقطة من (ل)، (م) والسياق يقتضيها للصحة اللغوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>