للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من بعده الصعوبة والتعسير في أمورنا وأحوالنا؛ عقوبة مخالفة ما اختاره له من السهولة في الأمور، وهكذا ينبغي أن يكون التلميذ مع شيخه والولد مع والده، لا يخالفه فيما يشيره عليه، بل يأخذه بالقبول وإن لم يفهم حكمته، فقد ظهر لكثير من مخالفي المشايخ من العلماء والصوفية وغيرهم بالمخالفة فساد كثير.

(قال) المصنف (غيَّر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) أسماء كثيرة، منها (اسم العاص) بن عامر العامري الكلابي، فسماه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: مطيعًا (١)، قاله الكلبي (٢)، لاشتقاقه من العصيان، وإنما سمة المؤمن الطاعة، كما تقدم (وعزيز) قال شعبة: عن أبي إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي قال: لما ولد أبي سماه أبوه عزيزًا، ثم ذكر ذلك للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "سمه عبد الرحمن" (٣) فكره عزيزًا؛ لأن العزة للَّه مخصوصة باللَّه تعالى، لا يسمى به غيره، قال اللَّه تعالى: {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (٤) وشعار العبد الذلة والاستكانة لخالقه؛ ليرحمه، فلهذا سماه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعبد الرحمن.

(وعتلة) بفتح العين المهملة، وتخفيف المثناة فوق، قال في "الاستيعاب": عتبة بن عبد (٥) السلمي له صحبة، كان اسمه عتلة،


(١) رواه مسلم (١٧٨٢) (٨٩) من حديث مطيع بن عامر.
(٢) انظر: "الإصابة في تمييز الصحابة" ٣/ ٤٢٦ (٨٠٣٣).
(٣) رواه من هذا الطريق ابن سعد في "طبقاته" ٦/ ٢٨٦، والحاكم ٤/ ٢٧٦.
(٤) النساء: ١٣٩.
(٥) في (ل)، (م): عبيد. وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه كما في مصادر ترجمته، انظر: =

<<  <  ج: ص:  >  >>