للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخنعتني إليك الحاجة، ومنه في حديث القنوت: "ونخنع لك" أي: نذل لك ونخضع، وقد يقال على الفجور والريبة، فيقال: رجل خانع، أي: مريب فاجر، وهو راجع للمعنى الأول؛ لأن الفاجر المريب خانع، ذلك وأراد بالاسم هاهنا المسمى يدُلَّك ما جاء في الصحيحين: "أغيظ رجل على اللَّه يوم القيامة" (١) فالغيظ المضاف إلى اللَّه هو غضبه، وهو عبارة عن العقوبة.

(عند اللَّه يوم القيامة) أي: أشدهم ذلا وصغارًا يوم القيامة، قال القاضي عياض: وقد يستدل به على أن الاسم المسمى (٢) (رجل تسمى) (٣) أي: سمي (ملك) بكسر اللام (الأملاك) أي: ملك الملوك، وحاصله أن المسمى بهذا الاسم إذا رضي به ولم يكرهه وينهى عنه قد انتهى من الكبر إلى الغاية القصوى التي لا تنبغي لمخلوق، وأنه قد تعاطى ما هو خاص بالإله الحق سبحانه، ولا يصدق هذا الاسم بالجملة إلا على اللَّه، فعوقب على ذلك بالإخساس والإذلال والغضب والعقوبة، بما لم يعاقب (٤) به غيره من المخلوقين. وفيه التحريم الشديد والتهديد الأكيد على من سمي بذلك إذا لم يتب منه.

وعن القاضي أبي الطيب وغيره في معنى ذلك: قاضي القضاة،


(١) "صحيح مسلم" (٢١٤٣) (٢١) بهذا اللفظ، وبلفظ "أخنع" رواه البخاري (٦٢٠٦) ومسلم (٢١٤٣) (٢٠)، وبلفظ "أخنى" رواه مسلم (٦٢٠٥) كلها من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(٢) "إكمال المعلم" ٧/ ١٨.
(٣) بعدها في (ل)، (م): يسمى. وعليها: خـ.
(٤) ساقطة من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>