للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثنا) عبد اللَّه (ابن نمير) (١) بضم النون مصغر، الهمداني الكوفي (عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن يسار) بالمثناة تحت وتخفيف المهملة، الجهني الكوفي، وثقه النسائي وغيره (٢) (عن عبد الرحمن بن أبى ليلى) الأنصاري عالم الكوفة.

(قال: حدثنا أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- أنهم كانوا يسيرون مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) في غزوة، أو عمرة (٣) (فنام رجل منهم فانطلق بعضهم) أي: بعض رفقته (إلى حبل معه فأخذه) (٤) وهو نائم، فاستيقظ وطلبه فلم يجده (ففزع) عليه حين لم يجده، فيه أن الجزع على ما فات والفرح بما هو آتٍ مباح، وأما من لم يحزن على ما فات من الدنيا ولم يفرح بما أعطي فتلك درجة الصديقين.

(فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا) والروع: الفزع والخوف، قال اللَّه تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ} (٥) وهذِه هي العلة في أخذ متاع الغير على سبيل اللعب والهزل، فإن علم به صاحبه قال: أخذته؛ لألعب معك، وإن لم يعلم به استمر على أخذه.

والنهي داخل فيمن أخذه لعبًا لا لخيانة بل هزلا، فإن الروع حاصل، وفي معنى هذا النهي كل من روع مسلمًا أو خوفه، كأن يكون في ظلمة أو


(١) فوقها في (ل): (ع).
(٢) انظر: "تهذيب الكمال" ١٦/ ٣٢٦.
(٣) في (ل)، (م): غيره. والجادة ما أثبتناه.
(٤) بعدها في (ل)، (م): خيل فأخذها، وعليها: خـ.
(٥) هود: ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>