الفصاحة والتمييز بالبراعة، وكل ذلك مكروه في الشرع مزجور عنه.
(لم يقبل اللَّه منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا) الصرف: التوبة، وقيل: النافلة، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة. أي: لا يقبل منه فريضة ولا نافلة.
[٥٠٠٧](ثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللَّه بن عمر أنه قال: قدم رجلان) وهم: الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس السعدي، واسمه: الحصين، سمي به لحسنه؛ لأن الزبرقان: القمر، وكان يقال له: قمر نجد؛ لجماله، وكان يدخل مكة متعممًا، ولاه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صدقات قومه بني عوف (١) والثاني: عمرو بن الأهتم بالمثناة، اسمه: سنان بن خالد المنقري، يقال: إن قيس بن عاصم ضربه فهتم فمه، قدم على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وافد قومه بني تميم فأسلم في سنة تسع وكان خطيبًا بليغًا، شاعرًا، يقال: إن شعره كان حللا منشرة، وله وللزبرقان قصة.
(من المشرق فخطبا) عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (فعجب الناس؛ يعني: لبيانهما) في خطبتيهما (فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن من البيان لسحرًا) البيان: إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب، وأصله: الكشف والظهور، وعلى هذا فيكون مدحًا وثناءً، شبهه بالسحر؛ لصرف القلوب واستمالتها إلى سماع الموعظة والإصغاء إليه، ويقال لهذا: السحر الحلال. وقيل: معناه: أن الرجل يكون عليه الحق وهو أقوم