للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصحابي على ما قال النووي: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "شمت العاطس ثلاثًا، فإن زاد فإن شئت فشمته وإن شئت فلا" (١) وقد قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عبيد بن رفاعة ليس له صحبة (٢).

وقال البخاري في "تاريخه": روى عن أبيه رفاعة بن رافع الزرقي (٣). والصحيح أن العطاس إذا تكرر يدعى له بالشفاء بعد الثلاث التي هي أقل عدد الجمع، فيقال: شفاك اللَّه تعالى، أو: عافاك اللَّه تعالى، وما في معناه، ولا يكون هذا من التشميت، فإن العطسة الأولى والثانية تدل (٤) على خفة البدن والدماغ، واستفراغ الفضلات وصفاء الروح، وبعد الثالثة تدل على أن به هذِه العلة وهي الداء المعروف بالزكمة، والزكام بضم الزاي فيهما، وهذا يدل على معرفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالطب (٥)، وأنه بلغ الغاية القصوى منه ما لم يبلغه الحكماء المتقدمون والمتأخرون، وفيه العلل التي تحدث للبدن تعرف بأسباب وعلامات، والعطاس إذا جاوز الثلاث دل على علة الزكام، وما كان دون الثلاث فليس بزكام إلا أن يدل سبب آخر، واللَّه أعلم.

[٥٠٣٥] (ثنا عيسى بن حماد المصري) شيخ مسلم (أنا الليث، عن) محمد (ابن عجلان، عن سعيد بن [أبي] (٦) سعيد) المقبري، (عن أبي


(١) هو الحديث الآتي (٥٠٣٦)، وهو في "سنن الترمذي" (٢٧٤٤).
(٢) "الجرح والتعديل" ٥/ ٤٠٦.
(٣) "التاريخ الكبير" ٥/ ٤٤٧.
(٤) ساقطة من (م).
(٥) ساقطة من (م).
(٦) ساقطة من (ل)، (م)، والمثبت من مصادر التخريج.

<<  <  ج: ص:  >  >>