للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رقد على سطح" (١) وللترمذي: نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن ينام الرجل على سطح (٢). فعلى هذا لا يختص النهي بنوم الليل، بل لا فرق بين نوم الليل والنهار، ولا بالرجل دون المرأة، بل هي في معناه.

(على سطح بيت) وما في معناه (ليس له حجار) بكسر الحاء المهملة وتخفيف الجيم وبعد الألف راء، جمع حجر بكسر الحاء، وهو الحائط المحيطة بالساحة، أو من الحجرة وهي حظيرة الإبل، وحجرة الدار، والمراد به ما يحجر الإنسان ويمنعه من الوقوع والسقوط، وهو حجة لما قاله الحليمي وغيره من أصحابنا وغيرهم: يكره النوم على سطح غير محوط عليه. قال المنذري: كذا في روايتنا: حجار بالراء وتبويب المصنف يدل عليه؛ فإنه قال: غير محجر. وأصل الحجر: المنع، ومنه حجر الحاكم، أي: ليس عليه ستر يمنعه من السقوط (٣).

قال في "النهاية": ويروى حجاب. بالموحدة بدل الراء، وهو كل مانع عن السقوط (٤)، ورواه الخطابي: حجى. وقال: هو بكسر الحاء وفتحها، يعني مع فتح الجيم. ومعناه فيهما: معنى الستر، فمن قال بالكسر شبهه بالحجى العقل؛ لأن العقل يمنع الإنسان من الفساد ويحفظه من التعرض للهلاك، فشبه الستر الذي يكون على السطح المانع للإنسان من التردي والسقوط بالعقل المانع له من أفعال السوء


(١) "المعجم الكبير" ١٣/ ٨٧ (٢١٧) من حديث عبد اللَّه بن جعفر.
(٢) "سنن الترمذي" (٣٠٩١).
(٣) "مختصر المنذري" ٧/ ٣١٥.
(٤) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>