للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحي الذين لقيناهم. وفيه: أن الإمام إذا جهز سرية ورجعوا إليه يخبرونه (١) بجميع ما وقع لهم؛ ليبين لهم الحسن مما فعلوه من القبيح (فحسن) بشديد السين المهملة (لي ما صنعت) أي: [جعل ما فعلت معهم حسنًا] (٢) كما يقال: جود فعلي إذا جعله جيدًا.

وفيه: استحباب قول الأمير والكبير ومن في معناه من فعل فعلا يستحسنه الشرع: أحسنت أو أصبت، وما في معناه، ومنه قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي موسى وقد قدم عليه وهو منيخ في البطحاء: "بم (٣) أهللت؟ " فقال: لبيك بإهلال كإهلال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. فقال: "قد أحسنت" متفق عليه (٤)، ومنه ما رواه الطبراني بإسناد حسن قال: أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كتاب رجل، فقال لعبد اللَّه بن الأرقم: "أجب عني" فكتب جوابه، فقال: "أصبت وأحسنت" (٥). (وقال: أما) بتخفيف الميم (إن اللَّه تعالى قد كتب لك من كل إنسان منهم) أي: من أهل الحي الذين قالوا معه (كذا وكذا) فيه ذكر ثواب من فعل جميلا وكثرة أجره؛ ليرغبه في فعل الخير، ويرغب غيره.

(قال عبد الرحمن) بن حسان (فأنا نسيت الثواب) الذي ذكره (ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما إني سأكتب لك بالوصاءة) بفتح الواو وتخفيف الصاد


(١) في الأصول: يخبروه. والصواب ما أثبتناه.
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(٣) في الأصول: بما. والجادة ما أثبتناه.
(٤) "صحيح البخاري" (١٧٢٤)، "صحيح مسلم" (١٢٢١).
(٥) "المعجم الكبير" ١٤/ ٤٠٧ (١٥٠٣٥). وقال الهيثمي في "المجمع" ٩/ ٦١٨: رواه الطبراني معضلًا، وإسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>