للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال: يا رسول اللَّه، الرجل يحب القوم للَّه) تعالى (ولا يستطيع أن يعمل كعملهم؟ ) (١) ولا يلحقهم (قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت) فيه فضيلة حب أهل الخير والصالحين من الأحياء والأموات، ولا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل عملهم، إذ لو عمله لكان منهم ومثلهم.

(قال: فإني أحب اللَّه ورسوله) ومن أفضل محبة اللَّه ورسوله امتثال أمرهما واجتناب نهيهما، والتأديب بآداب الشريعة، فإن المحب لمن يحب مطيع (قال: فإنك) في الجنة (مع من أحببت) للَّه تعالى (قال: فأعادها أبو ذر) عليه (فأعادها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) مرارًا. فيه تكرار الكلام تأكيدًا.

[٥١٢٧] (ثنا وهب بن بقية، ثنا خالد) بن عبد اللَّه الواسطي، الطحان (عن يونس بن عبيد) الثقفي (٢)، وثق (عن ثابت) البناني.

(عن أنس بن مالك قال: رأيت أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشد منه) إنما كان فرحهم بذلك أشد لأنهم لم يسمعوا أن في أعمال البر ما يحصل به ذلك المعنى من القرب من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، والكون معه في مكانه إلا حب اللَّه ورسوله، فأعظم بأمر يلحق المقصر بالمشمر، والمتأخر بالمتقدم، ولما فهم أنس أن هذا اللفظ محمول على عمومه علق به رجاءه، وحقق فيه ظنه فقال: أنا


(١) بعدها في (ل)، (م): بعملهم، وعليها: نسخة.
(٢) كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب: (العبدي)، انظر: "تهذيب الكمال" ٣٢/ ٥١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>