غير موافق، بل يباع ويعين ما فيه من العيوب للمشتري.
[٥١٥٨](ثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس) بن أبي إسحاق، كان يحج سنة ويغزو سنة.
(ثنا الأعمش، عن المعرور) بفتح الميم وسكون العين المهملة، ابن سويد، تقدم.
(قال: دخلنا على أبي ذر -رضي اللَّه عنه-) وهو (بالربذة) التي توفي بها، كما تقدم (فإذا عليه برد) غليظ (وعلى غلامه مثله، فقلنا: يا أبا ذر، لو أخذت برد غلامك) فيه أنه يقال: غلام وخادم، ولا يقال: عبدك. فإن الخلق كلهم عبيد اللَّه وجمعته (إلى بردك فكانت حلة) بالنصب أي: لصارت حلة كاملة عليك (وكسوته ثوبًا غيره) من أي نوع كان.
(قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول) هم (إخوانكم) لقوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(١) فيه أن الأخ في الدين يكرم، فإن كان أخًا في النسب أو الرضاع فيكون أعظم في الإكرام.
(جعلهم اللَّه تحت أيديكم) خدمة وأتباعًا (فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليكسه) بضم السين وكسرها (من) جنس (ما يلبس) بفتح الموحدة، أي: من نوع ما يأكل وما يلبس، وهذا الأمر على الندب؛ لأن السيد إذا أطعم عبده أدنى ما يأكله، وكساه أقل مما يلبسه صفة ومقدارًا لم يذمه أحد، فإنه إذا أطعمه وكساه كفايته فقد قام بواجبه عليه، وإنما موضع الذم إذا منعه ما يقوم به أوده ويدفع به ضرره، كما نص -صلى اللَّه عليه وسلم- بقوله: "كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك