(قال) محمد (ابن المثنى) قال (مرتين) واللَّه (للَّه) بفتح اللام في (للَّه) جواب القسم (أقدر عليك منك عليه) أي: أقدر عليك بالعقوبة من قدرتك على ضربه، ولكنه يحلم إذا غضب، وأنت لا تقدر على الحلم والعفو عنه إذا غضبت.
(فالتفت) إلى صاحب الصوت (فإذا هو النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلت: يا رسول اللَّه: هو حر لوجه اللَّه تعالى) فيه: أن من وقعت منه سيئة من جهة شيء فليتصدق به ويخرج عنه للَّه تعالى، كمن صلى فرأى في صلاته بستانًا فالتهى به عن الخشوع في الصلاة فخرج عنه وتصدق به، وكذلك من شغله شيء حتى خرجت الصلاة فليتصدق به.
وفيه: مراعاة قلب المعلم والتقرب إليه بما يدخل السرور عليه.
(قال: أما واللَّه لو لم تفعل للفعتك النار) أي: شملتك من نواحيك، كما تلفع الرجل بالثوب إذا التحف به حتى جلل جميع جسده، ولفظ مسلم:"للفحتك النار"(١) أي: مستك، والعين تبدل من الحاء؛ لقرب مخرجهما.
(أو) قال الراوي: (لمستك النار) يعني: يوم القيامة. وفيه تنبيه على أن الذي فعله من ضرب غلامه على ما لا يستحقه حرام، فكأنه تعدى في أصل الضرب بأن ضربه على ما لا يستحق، أو زاد في صفة الضرب على المستحق، ولا يختلف في أن تأديب العبد بالضرب والحبس وغيرهما جائز إذا وقع في محله وعلى صفته.