للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وكان الناس ليس لبيوتهم ستور) تسترهم عن الرؤية (ولا حجال) جمع حجلة بفتح الحاء والجيم، بيت كالقبة يستر بالثياب، ويكون له أزرار كبار، وبواحده جاء الحديث: كان خاتم النبوة مثل زر الحجلة (١). وهذا هو المسمى في زماننا بالبشخانة (٢)، ينام فيها الرجل وامرأته، وهي جميعها من ثياب كتان أو حرير ونحوه، ولها باب يزيد بأزرار كبار عند النوم (فربما دخل الخادم) عبدًا كان أو جارية (أو الولد) الصغير ابنا كان أو بنتًا (أو يتيمة الرجل) أو المرأة التي تربى عنده، كالولد (والرجل على أهله) في حالة جماع أو نحوه، فكرهوا ذلك.

(فأمرهم اللَّه تعالى بالاستئذان في تلك العورات) الثلاث (فجاءهم اللَّه) أي: أمره وحكمه (بالستور) وبسط عليهم في الرزق (فلم أر أحدًا) من الناس (يعمل بذلك بعد) نزول الآية وتهاونوا بها في العمل بها، وعن الشعبي أنه قيل له: إن الناس لا يعملون بهذِه الآية. فقال: اللَّه المستعان (٣).

(قال أبو داود: حديث عبيد (٤) اللَّه وعطاء يفسد هذا الحديث) وعن ابن عباس: ثلاث آيات (٥). ونقله القرطبي عن قتادة، عن يحيى بن


(١) رواه البخاري (١٩٠)، ومسلم (٢٣٤٥) من حديث السائب بن يزيد.
(٢) قال الشهاب الخفاجي: ويقال لها الناموسية، عامية معربة بشه خانه، أي: بيت البعوض. "شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل" ص ٥٥.
(٣) رواه ابن أبي شيبة ٤/ ٤٤ (١٧٦٠٨).
(٤) في (ل)، (م): عبد، والمثبت من "سنن أبي داود".
(٥) رواه معمر في "الجامع" ١٠/ ٣٧٩ - ٣٨٠ (١٩٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>