للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّه قبل صلاة الفجر، فلما خرج قمنا إليه فقلنا: نحن الفرارون. فأقبل إلينا وقال: "بل أنتم العكارون" (١).

(قال: فدنونا -يعني: من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقبلنا يده) وزاد في الجهاد: فقال: "إنا فئة المسلمين" (٢).

قال النووي في "فتاويه" (٣): يستحب تقبيل فضلاء العلماء، ويكره تقبيل يد غيرهم، ولا تقبل يد أمرد حسن، ولا يجوز تقبيل يد ذمي، ولا معانقته عند القدوم؛ إذ موادته محرمة بنص القرآن.

قال المنذري: صنف الحافظ أبو بكر الأصبهاني المعروف بابن المقرئ جزءًا في الرخصة في تقبيل اليد، وذكر فيه حديث ابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد اللَّه وبريدة بن الحصيب وصفوان بن عسال، وذكر فيه آثارًا عن الصحابة والتابعين، وذكر بعضهم أن مالكًا أنكره وأنكر ما روي فيه (٤). قال الأزهري: إنما كرهها مالك إذا كانت على وجه التكبر والتعظيم لمن فعل ذلك، وأما إذا قبل إنسان يد إنسان أو وجهه أو شيئًا من بدنه على وجه القربة إلى اللَّه تعالى لدينه أو لعلمه أو لشرفه فإن ذلك جائز (٥).

* * *


(١) سبق برقم (٢٦٤٧).
(٢) السابق.
(٣) ص ٧٩.
(٤) انظر: "الرسالة" للقيرواني، "الذخيرة" ١٣/ ٢٩٢.
(٥) "مختصر سنن أبي داود" ٨/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>