للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحريكًا في عراجين في ناحية البيت، فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها، فأشار إليَّ أن اجلس فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلت: نعم. فقال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس. قال: فخرجنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يومًا فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "خذ سلاحك فإني أخشى عليك" فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع، فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به وأصابته غيرة، فقالت له: اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني. فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت، فما ندري أيهما كان أسرع موتًا الحية أم الفتى، إلى آخره (١).

(فآذنوه) بمد الهمزة وكسر الذال أي: أعلموه، وفي بعض النسخ: "فآذنوها" يعني: الحية (ثلاثة أيام) في كل يوم ثلاث مرات.

قال عيسى بن دينار: ينذر ثلاثة أيام وإن ظهر في اليوم مرات، أو لا يقتصر على إنذاره ثلاث مرار في يوم واحد حتى يكون ثلاثة أيام (٢). ومفهوم الحديث ثلاث مرات، وهذِه الرواية نص صريح في الثلاثة أيام مقيدة للرواية المطلقة أولا، فلا يعدل عنه (فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان) أي: كافر ليس ممن أسلم من الجن.


(١) "صحيح مسلم" (٢٢٣٦).
(٢) انظر: "إكمال المعلم" ٧/ ١٧٢، "المفهم" ٥/ ٥٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>