للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ}) إلا حياتنا الدنيا قال: "فيسبون الدهر" (١).

(قال اللَّهُ: يؤذيني ابن آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ) وهو الزمان حين يذمه إذا لم يحصل له غرضه، وينسبون الواقعة في الدهر إليه، وقد كان شأن العرب أن تسب الدهر عند الحوادث والنوازل التي تصيبهم وما يحصل لهم من المصائب، من موت ولد أو صديق أو تلف مال أو غير ذلك، ويقولون: ما يهلكنا إلا الدهر.

(وأنا الدهر) برفع الراء وهو الصواب المعروف الذي قاله الشافعي وأبو عبيد وجماهير المتقدمين والمتأخرين (٢). وقال أبو بكر محمد (٣) ابن داود الأصبهاني الظاهري: إنما هو الدهر بالنصب (٤).

وحكى القاضي عياض عن بعضهم أنه منصوب على التخصيص (٥). وأما رواية الرفع هو الصواب وهي موافقة لرواية: "إن اللَّه هو الدهر" (٦) وهو مجاز، أي: فاعل الحوادث والنوازل التي تصيبهم، وخالق الكائنات جميعها. ولا يلزم من ثبوت الرفع أن يكون الدهر من أسماء اللَّه تعالى، فإن مذهب أبي الحسن الأشعري وغيره من المحققين أن أسماء اللَّه تعالى توقيفية، فلا يجوز أن يسمى اللَّه إلا بما أذن فيه من الكتاب والسنة.


(١) "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" ٢٥/ ١٥٢.
(٢) انظر: "شرح مسلم" للنووي ١٥/ ٢.
(٣) ساقطة من (م).
(٤) السابق.
(٥) "إكمال المعلم" ٧/ ١٨٣، "مشارق الأنوار" ١/ ٢٦٢، ٢/ ٣٦٢.
(٦) رواه البخاري (٦١٨٢)، ومسلم (٢٢٤٦/ ٤/ ٥)، (٢٢٤٧) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>