للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا ذهبَ أثرهَا بالشمس أو الريح تطهر ويُصلى عَليهَا (١)؛ ولأن الأرض تحيل الشيء إلى طبعَها، ولهذا قال اللهُ تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا} (٢).

وَأجَابَ الشافعيةُ (٣) بأنا لا نُسَلم هذا فإن الأرض لا تحيل الذهَب والفضة وسَائر الجَوَاهر إلى طَبْعها. والآية قال ابن عَباس: هي (٤) العُلماء والأمرَاء (٥) ثم لو صَح مَا قالوه لجَاز التيمم بترابهَا؛ لأن الأرض قد (٦) أحَالَتها إلى طَبعه، وأجَابَ أصْحَابنَا أنَّ الحَديث ليْسَ فيه دُخول البَوْل المَسْجِد ويحَتمل أنهُ أرادَ أنها كانتَ تبول ثم تقبل وتدبر في المَسْجِد والأرض جَافة وأرْجلها، وَيكون إقبالهَا وإدبَارهَا بَعْدَ بَولهَا، واسْتدل به أبو قلابة عَلى مَا ذَهَب إليْه: أنَّ جفوف الأرض طهورهَا (٧) (٨) وهوَ مَذهب شاذ.

* * *


(١) انظر: "المبسوط" للسرخسي ١/ ٣٦٦.
(٢) الكهف: ٨.
(٣) انظر: "البيان" ١/ ٤٤٦.
(٤) في (ص): اتفق. وفي (م): من. وبياض في (ل، س). والمثبت من (د).
(٥) كذا ولم أجدها في أي مصدر.
(٦) ليست في (م).
(٧) في (د، م): طهور لها.
(٨) "مصنف عبد الرزاق" (٥١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>