للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صورة السَّاجِدِين لهُ.

(قَامَ فنَقَرَ (١) أَرْبَعًا) أي: أربَع ركعات ينقر فيهَا الأرضَ كنَقر الغُراب، والمراد أن الصَّلاة عند غروب الشمس غَير مرضية إذا نقرهَا المصلي كما يَنقر الطير الحَبَّات مِنَ الأرض سَريعًا، وفي هذا تَصريح بذَم مَن صلى مُسْرعًا لا يكمل خُشوعَها ولا طمأنينتها.

(ولا يَذْكُرُ اللَّه فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) ولا يقرَأ فيهَا إلا بأقصر آية أو سُورة فَصَلاته هذِه تشبه صَلاة المنَافقين، فإن المنَافقين (٢) لا يُصَلون عَن اعتقاد حَقيقة (٣) الصَّلاة بَل لدَفع السَّيف ومَراءات المُسْلمين، كما قَال تعالى: {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} (٤) لا يخَافونَ من تركها عقابًا، ولا يرجون لفعلهَا (٥) ثوابًا، ولا يبالون بِتأخيرهَا، ولا (٦) يجتهدون في (٧) فعلهَا في أول وقتها، ولا ينبَغي للمُسْلم أن يفعَل مَا يَفعلهُ المنَافقون.

[٤١٤] (ثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ) القعنبي (عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الذِي تَفُوتُهُ صَلاةُ العَصْرِ) بَوَّبَ عَليه البخَاري: بَاب إثم مَنْ فَاتتهُ صَلَاة العَصْر. فأشارَ بذكر الإثم إلى أن المراد بالفَوات


(١) في (ص): ينقر.
(٢) في (د، م): المصلين.
(٣) في (د، م): خفية.
(٤) النساء: ١٤٢.
(٥) في (م، ل): بفعلها.
(٦) سقط من (د، م).
(٧) زاد في (د): ترك.

<<  <  ج: ص:  >  >>