للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في الزبد في وصف الله -صلى الله عليه وسلم-:

فهو لما يريده فعال ... وليس في الخلق له مثال

قدرته لكل مقدور جعل ... وعلمه لكلّ معلوم شَمِل

منفرد بالخلق والتدبير ... جلّ عن الشبيه والنظير

حي مريد مبصر علام ... له البقا والسمع والكلام (١)

ومن الأمثلة في شرحه هذا:

علق على قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا .. " (٢) الحديث. فقال: هذا مما يوهم التشبيه إذ ذكر الرب بما لا يليق به ظاهره من الانتقال والحركة، ويجب تأويله على الوجه الذي يليق بصفاته، وهو أن يريد: إقباله على أهل الأرض بالرحمة والاستعطاف، وبما يجري في قلوب أهل الخير منهم بالتنبيه والتذكير لما سلف لهم في الأول من التوفيق للطاعة حتى يحملهم على الطاعة، كما مدح الله المستغفرين بالأسحار. أهـ.

فقد ظن رحمه الله أن هذا الحديث يوهم التشبيه فأول النزول بإرادة الرحمة، والحق أن يقال: إن الله سبحانه ينزل ولا نعلم كيفية نزوله،


(١) "الزبد" (ص ١٠).
(٢) "سنن أبي داود" (٤٧٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>