للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصوت فأرسَل إلينا حَتى وقفنا بين يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيكم الذي سَمعت صَوْته قَد ارتفعَ". فأشارَ القَوم إليَّ، فأرسلهم كلهم وَحبَسَني فقال: "قم فأذن بالصَّلاة". فقُمت (١).

(فأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ) هُوَ تأكيدٌ لرَفع توهم المجَاز بأن يكُون ألقى عَليه غَيره بإذنه فَنسب إليه (فَقَال: قُلِ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ) قال الهَروي في "الغريبين": قال أبو بكر: عوَام الناس يَضُمونَ رَاء أكبر من قوله الله أكبر، وكان أبو العَباس يَقول: اللهُ أكبرَ اللهُ أكبر، يَعْني بفتح رَاء أكبرَ الأولى عَلى نقل حَركة الهَمزة إليهَا، واحتج بأنَّ الأذان سمعَ مَوقُوفًا غَير مُعرب في مقاطعه، كقولهم: حَي عَلى الصَلاة، حي على الفلاح، قال: والأصْلُ فيه اللهُ أكبرْ اللهُ أكبرْ، بتسكين الراء فنقلَت فتحة الألف مِنَ الله تعالى إلى الراء الساكنة التي قبلهَا كما في النقل (٢).

ومراده بأبي بكر الأنباري في كتاب "الزاهِر" (٣) لكنه إنما نقل (٤) عن أبي العَباس ثعلب إجَازته، فالوجهان (٥) على رأيه جائزان، لكن النَّقلَ ليسَ مَذهب كل العرب.

(اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إله إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إله إِلَّا اللهُ،


(١) "المجتبى" ٢/ ٥.
(٢) "الغريبين" ٥/ ١٦١١.
(٣) من (م). وفي بقية النسخ: الزاهد.
(٤) في (م): ينقل.
(٥) في (ص): بالوجهات، وفي (س، م) والوجهان.

<<  <  ج: ص:  >  >>