للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال: أنت إمامهم) فيه إعطاء الإمامة من (١) طلبها إذا عرف منه أنه أهل لها أو هو أحقهم بالإمامة، ولا يقدح الطلب في أهليته (واقتد بأضعفهم) أي: قوة في البدن وحيلة في أمور الدنيا وأكثرهم خشوعًا وتذللًا في نفسه لله تعالى ولإخوانه المسلمين، ويحتمل أن يراد به أكثرهم رقة في قلبه وضعفًا عن أذى الناس (٢)، وهو ضد المتكبر الأشر، وفي الحديث: "أهل الجَنَّة كل ضعيف متضعف (٣) " (٤)، ويحتمل به الضعيف من الكبر (٥) فيجتمع فيه ضعف وشيبة، وقِدمَ سنٍّ في الإسلام. والمراد أنك وإن كنت إمامهم ومقدَّم عليهم فلا تترك التواضع لهم، والاقتداء بأضعفهم إذا فرغت من إمامتك (٦) ووجدته يصلي منفردًا أو خلفه جماعة (٧).

(واتخذ مؤذنًا) محتسبًا لا يطلب ثواب أذانه من أحد من الخليقة، إلا من الله تعالى (٨)؛ فلهذا قال: (لا يأخذ على أذانه أجرًا) من بيت المال ولا من غيره، [واستدل به أبو حنيفة على أنه لا يجوز أخذ الأجرة على


(١) في (م): لمن.
(٢) في (س): المسلمين.
(٣) في (ص، س، ل): متعفف.
(٤) أخرجه البخاري (٤٩١٨)، ومسلم (٢٨٥٣/ ٤٦)، والترمذي (٢٦٠٥)، وابن ماجة (٤١١٦) من حديث حارثة بن وهب - رضي الله عنه -.
(٥) في (س): الكبير.
(٦) في (ص): إقامتك.
(٧) هذا الكلام بعيد جدًّا قال ابن رجب في "الفتح" ٦/ ٧٧: واقتد بأضعفهم: أي: راع حال الأضعف، وصل صلاة لا تشق عليهم.
(٨) هذا استثناء منقطع، والمعنى لكن يطلبه من الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>