للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقوم؟ قالت: إذا سمع الصارخ (١). ورواية ابن ماجه (٢): كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تهجد من الليل (يقول: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض) وقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٣) قيل: معناه: منور السماوات والأرض، أي: خالق نورهما.

قال أبو عبيد: معناه بنورك يهتدي أهل السماوات والأرض (٤). وقال أبو العالية: مزين السماوات بالشمس والقمر والنجوم، ومزين الأرض بالأنبياء (٥). وقال أبو القاسم القشيري: مزين الآفاق بالنجوم والأنوار، ومنور القلوب بالدلائل والبرهان، وقال الحليمي: هو الهادي لا يعلم العباد إلا ما علمهم ولا يدركون إلا ما يسر (٦) لهم إدراكه بالحواس والعقل فطرته (٧)، وفيه خلاف للمجسمة بل هو تعالى نور من حيث هو خالق النور وجاعله أو مدبر خلقه بذلك فيكون صفة فعل أو من حيث هو مبين، وهاد بإرادته وقدرته فيكون صفة ذات أو (٨) على لسان أنبيائه وجعل ذلك في قلوب أوليائه فيكون صفة فعل.

(ولك الحمد أنت قيَّام السموات والأرض) قال في "الإكمال" في


(١) أخرجه البخاري (١١٣٢)، ومسلم (٧٤١) (١٣١).
(٢) "سنن ابن ماجه" (١٣٥٥).
(٣) النور: ٣٥.
(٤) انظر: "شرح النووي على مسلم" ٦/ ٥٤.
(٥) انظر: "تحفة الأحوذي" ٩/ ٢٥٧.
(٦) في (ص، س): بين.
(٧) في (ص، س): فطر به.
(٨) في (ص، س): و.

<<  <  ج: ص:  >  >>