للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(كنتم تعرفون ذلك؟ قال: باضطراب لحيته) بكسر اللام، تابع عبد الواحد بن زياد: وكيع، وأبو معاوية عند ابن حبان (١) قال: وقال أبو معاوية: لحييه (٢). يعني: قال في [رواية أبي] (٣) معاوية، عن الأعمش: "باضطراب لحييه" (٤) تثنية لحي بفتح اللام وسكون الحاء، واللحيان هما العظمان اللذان عليهما الأسنان وهما الفكان، وحكى صاحب "مطالع الأنوار" كسر اللام (٥).

وفيه ثبوت الحكم بالدليل؛ لأنهم حكموا باضطراب لحيته على قراءته، لكن لا بد من قرينة تعيِّن القراءة دون الذكر والدعاء؛ لأن اضطراب اللحية يحصل بكل منهما (٦) وكأنهم نظروه بالصلاة الجهرية؛ لأن ذلك المحل منها هو محل القراءة لا الذكر والدعاء، وإذا انضم إلى ذلك قول أبي قتادة: كان يسمعنا الآية أحيانًا (٧). قوي الاستدلال. والله أعلم. واستدل به البخاري على رفع بصر المأموم إلى الإمام، واستدل به البيهقي على أن الإسرار بالقراءة لابد فيه من إسماع المرء نفسه، وذلك لا يكون إلا بتحريك اللسان والشفتين بخلاف ما إذا أطبق


(١) أما متابعة وكيع فعند ابن حبان (١٨٣٠)، وأما متابعة أبي معاوية فلم أقف عليها عند ابن حبان وإنما هي عند أحمد ٥/ ١١٢، والنسائي في "الكبرى" (٥٣٠)، وابن خزيمة (٥٠٥).
(٢) في (ص، س): لحيته. وفي (م): لحيه. والمثبت من (ل).
(٣) في (م): روايته أي.
(٤) في (م): لحيه. والمثبت من (ل).
(٥) "مطالع الأنوار" ٣/ ٤٢٢ بتحقيقنا دار الفلاح.
(٦) في (ص، ل): منها.
(٧) أخرجه البخاري (٧٥٩)، ومسلم (٤٥١) (١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>