للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوجه، والخدش في غيره وقيل هما بمعنى] (١).

(هذِه) الكلمة (أشر (٢) من) الكلمة (الأولى، كان) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (عبدًا مأمورًا بلغ) أي: أظهر تبليغ جميع (ما أرسل به) إلى الناس كافة؛ لأنه كان في أول الإسلام يخفيه خوفًا من المشركين، ثم أمره الله تعالى بإظهاره وأعلمه أنه يعصمه من الناس في قوله تعالى: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (٣) فدلت الآية وما شهد حبر الأمة عبد الله بن عباس على رد من قال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتم شيئًا من أمر الدين كان بالناس حاجة إليه بينة، ودلا على بطلانه وهم الرافضة، ودلا على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يسر إلى أحد من أمر الدين؛ لأن المعنى: بلغ جميع ما أنزل إليك ظاهر (وما اختصنا) أي: خصنا، فهو من ورود (٤) افتعل بمعنى فعل (دون الناس بشيء إلا بثلاث خصال) ثم فسرها:

(أمرنا أن نسبغ الوضوء) أي: تكميله وإيعابه مع شدة البرد وألم الجسم وشدة المشقة، وظاهره إيجاب الإسباغ عليهم وإن وجدت المشقة بخلاف غيرهم فإنه من الكفارات، وهو من باب الفضائل ويدل على [اختصاصه بالمشقة، ويدل على، (٥) ذلك ما رواه عبد الله بن أحمد في زياداته في "المسند" على (٦) أبيه، عن علي بن أبي


(١) جاءت هذه العبارة في (س، ص، ل) بعد قوله: وجلده خمسا.
(٢) كذا في جميع النسخ الخطية والذي في مطبوعة "سنن أبي داود": شر.
(٣) المائدة: ٦٧.
(٤) في (ص، س، ل): ورد.
(٥) من (م).
(٦) في (ص): عن.

<<  <  ج: ص:  >  >>