للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لفظه أن يقول (١): يصفقون لا غير (٢).

(فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ يُصَمِّتُونِي) أي: يسكتوني (قَال عُثْمَانُ) بن أبي شيبة (فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُسَكِّتُونِي لَكِنّي سَكَتُّ) قال المنذري: يريد لم أتكلم لكني سكت. ورود (لكن) هنا مشكل فإنها للاستدراك، وفسر بأن تثبت (٣) لما بعدها حكمًا مخالفًا لحكم ما قبلها، كذلك لا بد أن يتقدمها كلام مناقض لما بعدها نحو: ما هذا ساكنًا لكنه متحرك، أو ضد لما قبلها نحو: ما هو أبيض، لكنه أسود، ويحتمل أن يراد بها معنى الاستدراك الذي فسره في "البسيط" وهو رفع ما توهم ثبوته ويكون التقدير: فلما رأيتهم يسكتوني لم أكلمهم بعد ذلك، لكني سكت؛ لأن ضربهم على أفخاذهم مراد به (٤) [ترك كلامه؛ لأنه مفهوم ضربهم، ومقتضاه بالاستدراك هنا من نفي كلامه (٥) الذي اقتضاه ضربهم ونظير هذا الاستدراك في (٦) رفع ما توهم ثبوته قولهم (٧): ما زيد شجاعًا لكنه كريم؛ لأن الشجاعة والكرم لا يكادان يفترقان، فالاستدراك من توهم نفي كرمه ويحتمل (٨) أن تكون لن هنا للتأكيد نحو: لو جاءني أكرمته


(١) في (ص، س، ل): يقولوا.
(٢) "المفهم" ٢/ ١٣٨.
(٣) في (م): تنسب. وفي (س): ينصب.
(٤) من هنا بداية سقط في (ل).
(٥) في (ص، س، ل): طلبهم.
(٦) من (م).
(٧) في (م): قوله.
(٨) في (ص): لكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>