للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا من جوامع الكلم الذي أوتيها - صلى الله عليه وسلم -، وإلى ذلك أشار ابن مسعود بقوله: وأن محمدًا علم فواتح الكلم وخواتمه (١).

وقد ورد في بعض طرقه سياق التشهد متواليًا وتأخير الكلام المذكور بعد (٢)، ولعله من تصرف الرواة، وقد استدل بقوله: عباد الله. على أن الجمع المضاف من صيغ العموم [وبقوله الصالحين] (٣) على أن المحلى بـ (ال) للعموم لقوله: "أصابت كل عبدٍ صالح"، واستدل به على أن للعموم صيغة، قال ابن دقيق العيد: وهو مقطوع به عندنا في لسان العرب وتصرفات ألفاظ الكتاب والسنة (٤)، وقد استشكل هذا بعض المتأخرين؛ لأن الصالحين إنما وقع صفة تابعًا لما قبله فعمومه بطريق التبع.

(أَوْ بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) هذا شك من مسدد الراوي، وإلا فقد رواه غيره عن يحيى بلفظ: "من أهل السماء والأرض". أخرجه الإسماعيلي وغيره.

(أَشْهَدُ أَنْ لَا إله إِلَّا اللهُ) زاد ابن أبي شيبة من رواية أبي عبيدة، عن أبيه: وحده لا شريك له وسنده ضعيف (٥). لكن ثبتت هذِه الزيادة في


(١) أخرجه ابن ماجه (١٨٩٢)، وأحمد ١/ ٤٠٨، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (١٤٨٣).
(٢) رواه البخاري (١٢٠٢).
(٣) من (ل، م).
(٤) "إحكام الأحكام" ص ٣١٨.
(٥) كذا قال الحافظ في "الفتح" ٢/ ٣١٥. ولم أقف على هذه الزيادة في "المصنف" ٣/ ٣٤ (٣٠٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>