للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والفعل يتأولان بالمصدر فكأنه قال: فهاباه تكليمه [والمعنى هابا تكليمه] (١)، لأن البدل هو المقصود بالنسبة في الحكم، ومثله قوله تعالى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} (٢) فأن أذكره بمعنى ذكره وهو بدل من الهاء في أنسانيه العائد إلى الحوت، وتقدير الكلام: وما أنساني (٣) ذكره إلا الشيطان، وقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} (٤) [أن قتال فيه] (٥) بدل من الشهر الحرام بدل اشتمال. قال السهيلي: في هذا دليل على أن ما وقع به الفعل أو فيه فإنه مشتمل عليه كما يشتمل الفاعل على المفعول (٦) الذي هو حركة له أو صفة فيه. ومنه قول عمر لابنته حفصة (٧): لا يغرنك هذِه التي أعجبها حسنها حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها (٨) (٩). فحب بدل من هذِه وإن لم يكن فعلًا لها [ولكنه واقع بها كما أن القتال بدل من الشهر وإن لم يكن فعلًا له] (١٠) وإنما هو واقع فيه (١١). قال العلائي: وحاصل كلام


(١) من (م).
(٢) الكهف: ٦٣.
(٣) في (ص، س): أنسانيه.
(٤) البقرة: ٢١٧.
(٥) من (س، ل، م).
(٦) في (س، ل، م): الفعل.
(٧) من (م).
(٨) سقط من (م).
(٩) أخرجه البخاري (٤٩١٣)، ومسلم (١٤٧٩/ ٣١) من حديث ابن عباس.
(١٠) من (س، ل، م).
(١١) "نتائج الفكر في النحو" ١/ ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>