للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإتيان (١)، فلو قال قائل: لم يأت القوم مجتمعين. وكان (٢) لم يأت منهم أحد لقيل: لم يأتوك أصلًا فما معنى قوله مجتمعين؟ ! فهذا مما لا يشك فيه عاقل، والتأكيد ضرب من التقييد، فظهر به الفرق بين قولك لم يأتني كل القوم أو القوم كلهم، وبين قولك: كل القوم لم يأتني (٣).

(فَقَال النَّاسُ: قَدْ فَعَلْتَ بعض ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله. فَرَكَعَ رَكعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ) بضم الهمزة تثنية أخرى.

(ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يَسْجُدْ سَجْدَتَي السَّهْوِ) تقدم عن مسلم أن هذِه الرواية باطلة؛ لأنه ثبت أنه سجد سجدتي السهو عن الثقات. وعلى (٤) تقدير ثبوت هذِه الرواية، فإما أن تعتبر الرواية التي نفى فيها عدم العلم بوقوع سجود السهو من النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ أو تعتبر الرواية التي جزم فيها بعدم السجود فعلى التقدير الأول لا تعارض بينه وبين بقية الروايات؛ لأنه لم ينف ما أثبتوه بل ذكر أن أحدًا من شيوخه لم يروه له فلا (٥) يرد مثل هذا على من حفظ ذلك ورواه إجماعًا وأما على التقدير الثاني فهو يتخرج على تعارض المثبت والنافي وجمهور العلماء على ترجيح المثبت على النافي لما عنده من زيادة العلم.

[١٠١٧] (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ) بن شبويه، كان من كبار الأئمة، تفرد عنه أبو داود، وذكر الدارقطني أنه روى عنه البخاري (٦).


(١) في (م): الاثبات.
(٢) في (م): كأنه.
(٣) "دلائل الإعجاز" ص ٢٧٩ - ٢٨٠.
(٤) زاد في (ص): كل.
(٥) من (م).
(٦) انظر: "تهذيب الكمال" ١/ ٤٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>