للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالت عائشة: كانت زينب أطولنا يدًا لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق. أخرجه مسلم (١). وكذا في الرواية الأخرى لبسط اليدين يحتمل معنيين؛ لأن البسطة تستعمل في الصورة والمعنى. قال الله تعالى: {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} (٢) فالبسطة في العلم معنوية وفي الجسم صورية، وقدم المعنوية لشرف العلم.

(فَقَال لَهُ: أَقَصُرَتِ الصَّلاةُ) بالوجهين كما تقدم (يَا رَسُولَ الله؟ فَخَرَجَ) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مُغْضَبًا) بضم الميم وفتح الضاد إذا أغضبه غيره، ورواية مسلم: خرج غضبان (٣). قال القرطبي (٤): غضبه - صلى الله عليه وسلم - يحتمل أن يكون إنكارًا على المتكلم إذ قد نسبه إلى ما كان يعتقد خلافه، ولذلك أقبل على الناس متكشفًا عن ذلك، ويحتمل أن يكون غضبه لشيء (٥) آخر لم يذكره الراوي، وكان الأول أظهر (٦). انتهى.

ويحتمل أن يكون غضبه لكونه (٧) نسبه إلى عدم تبليغ ما أوحي إليه (٨) من إعلامهم برخصة قصر الصلاة، وإن كان الصحابي لم يقصد هذا، ويدل على هذا قوله (٩) في الرواية الآتية: "لو حدث في الصلاة شيء


(١) "صحيح مسلم" (٢٤٥٢)، ورواه البخاري أيضًا (١٤٢٥).
(٢) البقرة: ٢٤٧.
(٣) "صحيح مسلم" (٥٧٤).
(٤) "المفهم" ٢/ ١٩٣ - ١٩٤.
(٥) في (س، ل، م): لأمر.
(٦) "المفهم" ٢/ ١٩٣ - ١٩٤.
(٧) من (م).
(٨) في (س، ل، م): عليه.
(٩) من (س، ل، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>