للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانُوا كثيرًا ما يتغوطونَ في البَساتين، ومنه حديث عثمان أنه دفن في حش كوكب (١). وهو بُستان بظاهر المدينة خارج البقيع (٢)، فلما اتخذوا الكنف وَجعَلوُها خلفًا عنها وأطلقوا عَلَيهَا الحَشّ مجازًا، وجوز فيه ضم الحاء.

(مُحْتَضَرَةٌ) من الحضور وهو ضد الغيبَة أي: يحضرها الجِن والشياطين، ومثله في حَديث صلاة الصُّبح؛ فإنها مشهُودة محَضُورة (٣) أي: يحضرهَا ملائكة الليْل وملائكة النهار (٤). فالملائكة يَحصُرون موَاضع العبَادة كحلق الذكر ومجالس العِلم (٥)، ويتبعُونها (٦) كما أن الشيَاطين يتبعُون (٧) مَوَاضع الكفر والمعَاصِي ومَوَاضع كشف العَورَات كالحمام، وَمَوَاضع النجاسات التي لا يذكر فيها اسْم الله كبيُوُت الخلاء.

(فإذا أتى) رواية الترمذي "فإذا دَخل" (٨) وأتى أعمّ؛ لشمُولها البناء والصحراء بخلاف الدُخول، فإنه يشعر بالبناء (٩) (الخلاء) واحتج بظاهره جماعة منهم ابن عمر، وابن سيرين، والنخعي على جواز هذا الذكر، وجميع الأذكار في بيت الخلاء لمن دَخَلهُ ناسيًا، وحملوا اللفظ على حقيقة الدخول (١٠) وابتدائه دون مجاز الإرادة، وأخذوا


(١) رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (١/ ١١١ - ١١٣)، والطبراني في "الكبير" (١٠٩).
(٢) في (ص): البلد. تحريف، وانظر: "النهاية" لابن الأثير (حشش).
(٣) مسلم (٨٣٢) من حديث عمرو بن عبسة.
(٤) انظر: "النهاية لابن الأثير". (حضر).
(٥) البخاري (٦٤٠٨)، ومسلم (٢٦٨٩) من حديث أبي هريرة.
(٦) في (د، ظ): ويبتغونها.
(٧) في (د، ظ): يبتغون.
(٨) "العلل الكبير" للترمذي (٣).
(٩) في (ص، ل): بالدخول. وفي (س): بالبنيان. والمثبت من (د، ظ، م).
(١٠) في (ص): الأجور. تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>