للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لها (١) الزوراء، فكان يؤذن له عليها، فإذا جلس على المنبر أذن (٢) مؤذنه الأول، فإذا نزل أقام الصلاة (٣)، وفي رواية له من هذا الوجه (٤): فأذن بالزوراء قبل خروجه ليعلم الناس أن الجمعة قد حضرت (٥).

(فثبت الأمر على ذلك) حتى الساعة، وأخذ الناس بذلك في جميع البلاد إذ ذاك لكونه كان خليفة مطاع الأمر، لكن ذكر الفاكهي أن أول من أحدث الأذان الأول بمكة الحجاج (٦)، وبالبصرة زياد، وبلغني أن أهل المغرب الأدنى لا ينادى للجمعة عندهم سوى مرة (٧).

وروى ابن أبي شيبة من طريق ابن عمر: الأذان الأول يوم الجمعة بدعة (٨). فيحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الإنكار، ويحتمل أن يكون لكونه لم يكن في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكل ما لم يكن في زمنه يسمى بدعة، لكن منها ما يكون حسنًا، ومنها ما يكون بخلاف ذلك، وتبين مما مضى أن عثمان أحدثه لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة قياسًا على بقية الصلوات، وأما ما أحدث الناس قبل وقت الجمعة من الدعاء إليها بالذكر والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو في بعض البلاد دون


(١) في (ص، س): له.
(٢) زاد في (م): له.
(٣) "المعجم الكبير" (٦٦٤٢).
(٤) في (م): فإذا أذن.
(٥) "المعجم الكبير" (٦٦٤٣).
(٦) "أخبار مكة" ٣/ ٢٣٨.
(٧) "فتح الباري" ٢/ ٤٥٨.
(٨) "مصنف ابن أبي شيبة" (٥٤٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>