للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ونستغفره) أي: نطلب منه المغفرة بأن نقول: اللهم اغفر لي، وأستغفر الله، زاد الشافعي في "مسنده": "ونستهديه ونستنصره" (١) والاستهداء: طلب الهداية إلى الدين، والاستنصار: طلب النصر.

(ونعوذ بالله) أي: نلتجئ إليه ونعتصم به، وفيه دلالة على أنه يستحب للخطيب أن يأتي في خطبته بالثناء على الله تعالى، والاستغفار، والدعاء، وغيرهما أن يأتي بصيغة الجمع لرواية المصنف والترمذي: "لا يؤم عبد قومًا فيخص نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل فقد خانهم" (٢)، والخطيب في معنى الإمام [والثناء في معنى الدعاء] (٣).

(من شرور أنفسنا) الشرور جمع شر على غير قياس؛ لأن شر اسم جنس فلا يجمع إلا إذا اختلفت أنواعه، قاله ابن الأثير في "شرح المسند" (٤)، وزاد في "مسند الشافعي": "وسيئات أعمالنا" (٥)، وكذا للطبراني في "الكبير" (٦) ورجاله ثقات، والسيئات جمع سيئة، وهي الخصلة الرديئة من الفعل والقول.

(من يهده الله فلا مضل له) والمضل اسم فاعل من الإضلال، والضلالة ضد الهدى (ومن يضلل الله فلا هادي له) أي: لا يقدر أحد


(١) "مسند الشافعي" (٢٨٧).
(٢) "سنن أبي داود" (٩٠)، و"جامع الترمذي" (٣٥٧).
(٣) من (س، ل، م).
(٤) "شرح مسند الشافعي" ٢/ ٢٠١.
(٥) "مسند الشافعي" (٢٨٧).
(٦) "المعجم الكبير" (٨١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>