كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان

كتاب الاستسقاء - ٣ - باب رفع اليدين في الاستسقاء - ج: 6 - ص: 53

(حدثنا سفيان) بن سعيد بن (١) مسروق الثوري (عن يحيى بن سعيد) ابن قيس الأنصاري.

(عن عمرو بن شعيب، عن أبيه) شعيب بن محمد بن عمرو (عن جده) عمرو بن العاص (قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استسقى قال: اللهم اسق عبادك) فالعباد هنا كالسبب للسقي. أي: اسقهم؛ لأنهم عبيدك المتذللين الخاضعين لك.

(وبهائمك) جمع بهيمة، وهي كل ذات أربع من دواب البر والبحر، وكل حيوان لا يميز فهو بهيمة، وقد يؤخذ منه حضور البهائم الاستسقاء، وهو الأصح في مذهب الشافعي (٢)؛ لأن الجدب قد أصابها أيضًا؛ ولأنهم يرحمون فيسقوا (٣) كما في الحديث: "لولا بهائم [رتع" (٤)، ولابن ماجه: "لولا البهائم لم يمطروا" (٥)] (٦).

ولما روى الحاكم: "إن نبيًّا من الأنبياء خرج يستسقي، فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل النملة". وقال: إنه صحيح الإسناد (٧) [وفي لفظ أحمد: "خرج سليمان

---

(١) في (ص): عن. والمثبت من (س، ل، م).
(٢) "منهاج الطالبين" ١/ ٢٥.
(٣) زاد في (م): فسواء.
(٤) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٢/ ٣٠٩ (٧٨٥)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٣/ ٣٤٥.
(٥) "سنن ابن ماجه" (٤٠١٩).
(٦) سقط من (م).
(٧) "المستدرك" ١/ ٣٢٥ - ٣٢٦.