للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المفصل؛ لأنها لكثرة [ما يتداولها] (١) الأئمة في الصلاة وغيرهم لا ينسى.

قال بعضهم: نسيان القرآن عقوبة من الله تعالى على ترك حقه والتشاغل (٢) بفضول الدنيا وغيرها عنه، واستخفافًا بعظيم قدر ما أنعم الله تعالى عليه، وجليل خطره لما في الحديث الذي رواه الحاكم من رواية عبد الله بن عمرو (٣): أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه (٤) " (٥). قال: وليس هو بذنب؛ لأن الذنب ما يكتسبه الإنسان ويفعله اختيارًا دون ما [يفعل به و] (٦) يحمل عليه اضطرارًا؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يقولن أحدكم نسيت آية (٧) كذا، وإنما هو نسي" (٨). وكفى بنسيان كلام الله تعالى عقوبة، ومن نسي كلام الله تعالى نسي الله، ومن نسي الله تعالى خسر الدارين، فأما من نسي القرآن لعلة تلحقه [عن آفة] (٩) من كبر أو مرض أو سوء مزاج وهو مع ذلك مقبل على تلاوة ما يقدر عليه فإنه إن شاء الله غير آثم.

(إلا لقي الله تعالى يوم القيامة أجذم) بسكون الجيم وفتح الذال


(١) في (م): يتدارها.
(٢) في (م): النسيان على.
(٣) في (م): عمر.
(٤) في (م): عليه.
(٥) "المستدرك" ١/ ٥٥١، ورواه البيهقي في "الشعب" ٤/ ١٧٧ (٢٣٥٣).
(٦) و (٧) من (ر).
(٨) أخرجه البخاري (٥٠٣٢)، ومسلم (٧٩٠).
(٩) سقط من (ر).

<<  <  ج: ص:  >  >>