للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر الطهور: أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. . (١). الحديث بتمامه، والاعتداء: مجاوزة ما أمروا به، والخروج عن الوضع المقدر في الشرع من كل شيء من الدعاء، وماء الطهور وترابه وغير ذلك، وقد استدل بالرواية التي ذكر الطهور فيها على كراهة الإسراف في ماء الوضوء والغسل، ولو كان على شاطئ البحر، وفي "شرح المهذب" وجه أنه حرام (٢)، والحديث حجة.

وأما الاعتداء في الدعاء فقال القرطبي: أبواب الاعتداء كثيرة منها: أن لا يتكلف السجعات في الدعاء، وأن لا يبالغ في رفع الصوت بل بين المخافتة والجهر كما قال: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (٣) (٤).

قال ابن عطية: تضرعًا: أي بخشوع واستكانة، وخفية: أي في أنفسكم (٥). وقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، ولا يسمع لهم صوت إن هو إلا الهمس بينهم وبين ربهم، وروى ابن أبي شيبة عن مجاهد: أنه سمع رجلًا يرفع صوته بالدعاء فرماه بالحصا (٦)، وقيل في معنى الحديث: إن الاعتداء هو الجهر الكثير والصياح، وفي الحديث: "اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم أبكم إنكم


(١) سبق برقم (٩٦).
(٢) "المجموع" ٢/ ١٩٠.
(٣) الأعراف: ٥٥.
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٣٥٥. بمعناه.
(٥) "المحرر الوجيز" ٢/ ٤١٠.
(٦) "مصنف ابن أبي شيبة" (٨٥٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>