للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثم رضِّني) بكسر الضاد المشددة (به) وللبخاري: "ثم ارضني". بهمزة الوصل، وزاد الترمذي: "به" (١) (٢)، ومعناه: اجعلني راضيًا به إن وجد وبعدمه إن عدم، والرضى سكون النفس إلى القدر وإنما (٣) طلب الرضى لأنه إذا قضي له بما فيه الخير ولم يرض به تنغص وإن تنغص حاله لم تكمل له عافية. وذكر أهل الصوفية أن من استخار في شيء فقضي له فيه قضاء ولم يرض به فهو عندهم من الكبائر التي يجب منه التوبة؛ لأنه من سوء (٤) الأدب، بل يجب على المؤمن رد الأمور كلها إلى الله تعالى وصرف أزمتها إليه، والتبرؤ من الحول والقوة والإرادة، وأن لا يشرع في شيء من الأمور جليلها ولا حقيرها (٥) حتى يستخير الله افتقارًا إليه وإذعانًا له بالعبودية وتبركًا باتباع (٦) السنة.

(أو قال: في عاجل أمري وآجله) هكذا (قال) عبد الله (ابن مسلمة و) محمد (ابن عيسى، عن محمد بن المنكدر، عن جابر) بن عبد الله، وإنما ذكر هذِه الرواية والمعنى واحد لما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من التحري في نقل (٧) الألفاظ والصدق (٨) فيما ينقلوه.


(١) من (ر).
(٢) "سنن الترمذي" (٤٨٠).
(٣) في (ر): جاء.
(٤) في (م): أسوء.
(٥) في (م): حبيرها.
(٦) في (ر): باعتبار.
(٧) في (م): هذا.
(٨) في (م): العرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>