للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجهه أنَّ أصله سُنة الفطرة أو أدب (١) الفطرة، فحذف المضَاف وأقيم المضَاف إليه مقامه. قال النووي: تفسير الفطرة هُنا بالسُّنة هو الصَّوابُ ففي "صَحيح البخاري" عن ابن عُمر، عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مِنَ السُّنة قص الشارب، ونتف الإبط" وأصحَّ ما فُسّرَ به غريب الحَديث [تفسيره بما] (٢) جاء في رواية أخرى، لاسيَّما في "صَحيح البخاري" (٣) (٤).

(الْمَضْمَضَةَ وَالاِسْتِنْشَاقَ) بنصِّهما وفيه حجَّةٌ لمذهب الشافعي أن المضمضة والاستنشاق مسنونان (٥)؛ لأنه (٦) جعلهما من الفطرة، والفِطرة: السُّنة، كما تقدم، وذِكره لهما من الفطرة يدل على مخالفتهما لسائر الوضُوء؛ و (٧) لَأن الفَم والأنف عُضوانِ باطنان؛ فلا يجبُ غَسلهما كباطِن اللحية ودَاخل العَينَين؛ ولأن الوجه ما يحصُل به المواجَهة، ولا تحصُل المواجهة بهما خلافًا لأحمد، فإن الرواية المشهورة عندَه أن المضمضة والاستنشاق، واجبان في الوضوء، والغسل (٨).


(١) في (ص، س، ل): أن. والمثبت من "المجموع".
(٢) في الأصول الخطية: تفسير ما. والمثبت من "المجموع".
(٣) "المجموع" ١/ ٢٨٤.
(٤) قال ابن حجر في "فتح الباري" ١٠/ ٣٥٢ بعد أن نقل كلام ابن الصلاح وتعقب النووي: لم أر الذي قاله في شيء من نسخ البخاري، بل الذي فيه من حديث ابن عمر بلفظ: الفطرة.
(٥) "الأم" ١/ ٧٧.
(٦) في (ص، س، ظ، ل، م): لأنهما.
(٧) من (د، ظ، م).
(٨) "مسائل أحمد وإسحاق رواية الكوسج" (١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>