للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ببيعة) البيعة أصلها من البيع؛ لأنهم إذا بايعوا وعقدوا عهده وحلفوا لمن بايعهم، جعلوا (١) أيديهم في يده توكيدًا، كما يفعل البائع والمشتري، وكانت هذِه البيعة ليلة العقبة قبل بيعة الشجرة (٢)، وبيعة الجهاد والصبر عليه.

(فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله حتى قالها ثلاثًا) يعني: "ألا تبايعون؟ " (فبسطنا أيدينا) أي: نشرناها للمبايعة (فبايعناه، فقال قائل: يا رسول الله، إنا قد بايعناك، فعلام؟ ) ويجوز زيادة هاء السكت عوضًا عن الألف المحذوفة، فيقال: علامه كما في رواية مسلم (٣).

(قال: أن تعبدوا الله تعالى) وصاهم بعبادة الله تعالى وحده.

(ولا تشركوا به شيئًا) في عبادته (وتصلوا الصلوات الخمس، وتسمعوا وتطيعوا) أي: لأولي الأمر. ومن أوجب الله طاعته من الولاة والأمراء؛ فإن (٤) في طاعتهم طاعة الله ورسوله كما في الصحيحين (٥): "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني (٦) " (وأسر كلمة خفية) (٧) إنما أسر هذِه الكلمة دون ما قبلها؛ لأن ما قبلها وصية لعامة المسلمين وهذِه الكلمة مختصة ببعضهم.


(١) في (ر): جعل.
(٢) في (ر): الهجرة.
(٣) الذي في مسلم (١٠٤٣) بدون الهاء.
(٤) في (م): قال.
(٥) في (م): الصحيح. وانظر: "صحيح البخاري" (٧١٣٧)، ومسلم (١٨٣٥).
(٦) سقط من (م).
(٧) في (م): خفيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>