للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يراد: ما لم يسأل سؤالًا قبيحًا بكلام قبيح.

(من دعاكم فأجيبوه) تمسك به بعضهم على وجوب الإجابة إلى من دعاه؛ لإطلاق الأمر في قوله (فأجيبوه) سواء كانت إلى وليمة عرس أم لا، وكان عبد الله يأتي الوليمة في العرس وغير العرس وهو صائم، وقطع بعضهم بعدم الإجابة في غير وليمة النكاح، لرواية مسلم: "إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب" (١) فإنه يفهم إخراج غيرها، ولهذا - والله أعلم - فرق الشافعي بينهما في الإجابة وعدمها (٢).

(ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه) على معروفه، وهو ما يعرف في الشرع من الخير والرفق والإحسان والبر (فإن لم تجدوا ما تكافئوه) هكذا في النسخ بغير نون. والقاعدة النحوية (تكافئونه) بالنون وحذفها ورد تخفيفًا (به فادعوا له) ومثال (٣) الدعاء كما رواه الترمذي عن أسامة بن زيد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صنع إليه معروف (٤) فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء". قال الترمذي: حديث حسن صحيح (٥). (حتى [تروا) أي: تعلموا أو تظنوا. نسخة: أنه قد. الأكثر: أن قد نسخة] (٦) (أنكم قد كافأتموه) على معروفه في حياته وبعد موته بالدعاء والمال وخدمة النفس والثناء عليه.


(١) مسلم (١٤٢٩/ ٩٨).
(٢) "الأم" ٦/ ٢٥٤.
(٣) في (ر): يقال.
(٤) في الأصول: معروفا. والمثبت من "سنن الترمذي".
(٥) "السنن" (٢٠٣٥).
(٦) في (م): تدروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>