للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تذكر له قضيته فقالت: (من شأنه كذا و) من شأنه (كذا) حتى أكملت القصة، وهذا السؤال من ورع فاطمة واحتياطها لما تأكله ويأكله أولادها، ويحتمل أن يكون علي أمرها بالسؤال؛ لأنه محل ريبة؛ لكون اليهودي أعطاه هبة أو صدقة، وهما ممن لا تحل لهما الصدقة كما تقدم، فقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لبن قدم إليه: "أصدقة أم هدية؟ " (١) كما رواه الطبراني، وقال: "نحن معشر الأنبياء أمرنا أن (٢) لا نأكل إلا طيبًا ولا نعمل إلا صالحًا" (٣). ويحتمل أن يكون السؤال لكون الدينار أخذ بغير إذن مالكه وتصرف فيه، أو بكونها لم تعرف سنة كما تقدم، وغير ذلك مما يسأل عنه المتورع، وقد اشتهر علي - رضي الله عنه - بكثرة الورع، حتى أنه كان يمتنع من أكل بيت المال حتى يبيع سيفه وعدة سلاحه التي يجاهد بها ولا يكون له إلا ثوب واحد في وقت الغسل لا يجد غيره.

(فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلوا بسم الله) فيه حذف القول، والتقدير: كلوا قائلين في الابتداء بسم الله، وقد يستدل به من يقول بأن التسمية في الأكل واجبة؛ لكونه مأمورًا؛ لحديث: "سم الله، وكل بيمينك" (٤). ولقول الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (٥) وغير ذلك، وقد حمله


(١) رواه البخاري (٢٥٧٦) من حديث أبي هريرة بنحوه.
(٢) من (م).
(٣) "المعجم الكبير" ٢٥/ ١٧٤ (٤٢٨)، ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣٣٤٨).
(٤) رواه البخاري (٥٣٧٦)، ومسلم (٢٠٢٢)، وسيأتي برقم (٣٧٧٧).
(٥) الأنعام: ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>