للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{أن تبتغوا [فضلا من ربكم] في مواسم الحج} (١). فإن العرب كانوا يتحرجون لما جاء الإسلام أن يحضروا أسواق الجاهلية كعكاظ ومجنة وذي المجاز، وقيل: كانوا لا يتجرون مذ (٢) يحرمون؛ لأن التجارة كانت محرمة عند الجاهلية وقت الحج؛ إذ من يشتغل بالعبادة لله تعالى لا [ينبغي له أن يشغل نفسه بالاكتساب الدنيوي، وقيل: لأن المسلمين لما صار كثير من المباحات محرمًا عليهم في الحج خافوا أن تكون التجارة] (٣) من هذا القبيل (فأمروا بالتجارة) أي: أباح الله لهم التجارة وأخبرهم أنه لا درن (٤) عليهم فيها (إذا أفاضوا) أي انخرطوا واندفعوا (من عرفات) وهو علم على الجبل الذي يقفون عليه في الحج، وعن الباقر: إن الفضل هنا هو ما فعل (٥) الإنسان ما يرجو به فضل الله ورحمته من إغاثة ضعيف أو إغاثة ملهوف أو إطعام جائع، واعترضه القاضي بأن هذِه الأشياء واجبة أو مندوب إليها فلا يقال فيها: لا (٦) جناح عليكم.


(١) هي قراءة عبد الله بن الزبير، وما بين المعقوفتين من المصادر، انظر: "تفسير القرآن من الجامع لابن وهب" (١٣٧)، "تفسير عبد الرزاق" ١/ ٣٣٣ (٢٢٦).
(٢) في (ر): حتى.
(٣) في (م): يشغل نفسه.
(٤) في (م): درك.
(٥) في (م): يعمل.
(٦) في (ر): فلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>