للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فأهل بالعمرة ثم أهل بالحج) (١) هذا محمول على التلبية في أثناء الإحرام، وليس المراد أنه أحرم في أول مرة (٢) بعمرة ثم أحرم بالحج، لأنه يؤدي إلى مخالفة الأحاديث (٣) كحديث أنس المتقدم، فإن ظاهره أنه قرن فيهما جميعًا، فإنه حكى فيه لفظه فقال: سمعته يقول: لبيك حجًّا وعمرة، وقد استحب مالك للقارن أن يقدم العمرة اقتداء بهذِه الأخبار (٤).

(وتمتع الناس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعمرة إلى الحج) أي: في آخر أمرهم؛ لأن أكثرهم أحرم أولًا بالحج مفردًا ثم فسخ الحج إلى العمرة وصار بعد ذلك متمتعًا (فكان [من الناس] (٥) من أهدى) أي: ساق الهدي معه (ومنهم من (٦) لم يهد) بضم الياء، وتقدم أن أكثرهم لم يهد وأن الهدي لم يكن إلا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلحة.

(فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) [مكة زادها الله شرفًا] (٧) (قال للناس: من كان منكم أهدى) للكعبة.

(فإنه لا يحل) بفتح الياء (٨) وضمها (منه شيء حرم منه) يحتمل أن تكون من بمعنى على كقوله تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} (٩) أي: على


(١) في (ر): بالعمرة.
(٢) في (م): أمره.
(٣) من (م).
(٤) "المدونة" ١/ ٤٢٢.
(٥) و (٦) و (٧) من (م).
(٨) من (م)، وفي باقي النسخ: الحاء.
(٩) الأنبياء: ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>