للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب الرجل يحج عن غيره

[١٨٠٩] ([حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار] (١) عن ابن عباس قال: كان الفضل بن عباس) ولم يزل اسمه الفضل في الجاهلية والإسلام، وكان أكبر ولد العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - (رديف رسول الله) لما دفع من مزدلفة إلى منى (فجاءته امرأة من خثعم) لم تسم ولا أبوها (فاستفتته) فيه جواز رفع صوت الأجنبية عند الحاجة للاستفتاء والمعاملة وغير ذلك.

(فجعل الفضل ينظر إليها) قال القرطبي: هذا النظر منهما بمقتضى الطباع؛ فإنها مجبولة على الميل إلى [الصورة الحسنة] (٢) (وتنظر هي إليه) وفي رواية: كان الفضل أبيض وسيمًا (٣). أي: جميلا حسن الشعر (٤) (فجعل رسول الله يصرف) أي: يمنع (وجه الفضل إلى الشق) بكسر الشين، أي: الجانب (الآخر) فيه تحريم النظر إلى الأجنبية، وإزالة المنكر باليد لمن أمكنه، وفيه الرد من مقتضى الطبع إلى مقتضى الشرع، وفيه دليل على أن المرأة تكشف وجهها عند الإحرام ولا يجب عليها ستره وإن خيف منها الفتنة لكنها تندب إلى ذلك، بخلاف أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن الحجاب عليهن فريضة، قاله القرطبي (٥).


(١) من مطبوع "السنن".
(٢) في (م): الصوت الحسن.
(٣) في "صحيح مسلم" (١٢١٨) حديث جابر في حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) "المفهم" ٣/ ٤٤١.
(٥) "المفهم" ٣/ ٤٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>