للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يسن الشيء لمعنى فيزول ذلك المعنى وتبقى السنة على حالها لا تزول (١) و (مع ذلك) شيء (٢) صنعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يجب أن نتركه (لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام وغيره: إن الحكمة في بقاء مشروعيته بعد زوال العلة أن يتذكر السالك ما أنعم الله به على المسلمين من إعزاز الدين وظهور الإسلام [من المسلمين، وقوة شوكته بعد الضعف المهين؛ ليكون ذلك باعثًا على الانقياد خصوصًا في تلك] (٣) البلاد، ويحصل له تعظيم الصحابة المتقدمين وما كانوا عليه من تحمل المشاق في جهاد المشركين وامتثال أمر الله والمبادرة إليه مع قوة اليقين، وبذل النفس والمال الكثير. وبهذا تعلم (٤) ويظهر لك أن كثيرًا من الأعمال التي وقعت في الحج ويقال فيها أنها تعبد محض ليس كما قيل؛ لأنا إذا فعلناها وذكرنا أسبابها حصل من ذلك تعظيم الأولين، وهي مسألة عظيمة النفع في أمور الدين، وفقنا الله تعالى لها.

[١٨٨٨] (عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما جعل الطواف بالبيت) والسعي (بين الصفا والمروة) والوقوف بعرفة (ورمي الجمار) وسائر أفعال الحج وأقواله (لإقامة ذكر الله) أي: ليدوم على ذكر الله بلسانه وقلبه (٥) من قوله تعالى: {وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ} (٦) كما روي عن


(١) من (م).
(٢) في (م): فشيء.
(٣) في (م): وكثرة.
(٤) و (٥) سقط من (م).
(٦) البينة: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>