للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعَالَمِينَ} أي: سيد العالم كله ومالكهم ومصلحهم لما بيَّن لهم {لَا شَرِيكَ لَهُ} أي: لا يقصد بهذِه العبادة إلا الله لا أشرك فيها نفسي بما يخطر (١) لي من الثواب الذي وعد عليه. وقال أبو طالب المكي في قوله - صلى الله عليه وسلم - لأنس بن مالك: "إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع"، أي: مودع لدنياه، مودع لنفسه، مودع لهواه، مودع لعمره، سائر إلى مولاه، كما قال {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦)} فينبغي أن يكون قلبه في صلاته وحجه في همه، وهمه مع ربه، وربه في قلبه، فيذكره في قرآنه، وينظر إليه من كلامه، ويكلمه بخطابه، ويعرفه من صفاته، وذكر المحبوب هو المطلوب؛ إذ هو حياة القلوب (٢).

[١٨٨٩] (محمد بن سليمان) بن (٣) أبي داود (الأنباري) بتقديم النون على الباء الموحدة، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين (بن سليم بن خثيم (٤)، عن أبي الطفيل) مصغرات.

(عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اضطبع) بأن جعل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن عند إبطه وطرح طرفيه على منكبه الأيسر واستدامته إلى آخر السعي إلا في ركعتي الطواف (واستلم) الحجر الأسود (وكبر) الله (ثم رمل) فيه دليل على أن الرمل لا يكون إلا بعد الاضطباع والاستلام والتكبير (ثلاث أطواف) وهن الأول.

(وكانوا) يعني: الصحابة - رضي الله عنهم - (إذا بلغوا الركن اليماني) (٥) في


(١) في (م): يحط.
(٢) "قوت القلوب" ٢/ ١٦٢ - ١٦٣.
(٣) سقط من (م).
(٤) في (م): خيثم.
(٥) زاد في (م): إذا بلغوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>