للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرمح (الذي أعطيته) إياه أولًا ليقاتل به.

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وبِقَرن) بالجر والفتح وكسر الراء بعدها نون سأله عما بلغت من السن والعمر أي: ولسن (أي: النساء هي اليوم؟ ) بالنصب، أي: في هذا اليوم، والقرن هو سن أهل زمانٍ واحد ومنه الحديث: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم" (١). يعني: الصحابة ثم التابعين، فالقرن هو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان مأخوذ من الاقتران فكأنه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان نساءً كن أو رجالًا في أعمارهم، قال المنذري: ويشبه أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشار عليه بتركها لأن عقد النكاح على معدوم العين فاسد (٢). كما في بيع الملاقيح والمضامين، وإنما كان ذلك موعدًا منه، فلما رأى أن غريمه لا يفي بما وعد وهذا لا يقلع عما طلب أشار عليه بتركها لما خاف على كل منهما من الإثم إذا تنازعا؛ إذ كل واحد منهما قد حلف أن لا يفعل، فتلطف به - صلى الله عليه وسلم - في صرفه عنها بالمسألة عنها (فقال: قد رأت القتير) بفتح القاف وكسر التاء المثناة فوق المخففة وسكون الياء التحتانية بعدها راء، وسيأتي تفسيره حيث ذكره المصنف رحمه الله وتلطف - صلى الله عليه وسلم - في صرفه عنها بالمسألة عن سنها حيث قرر عنده أنها قد رأت الشيب وكبرت فظهر العجز عليها ليكون ذلك مانعًا له عنها؛ فإن


(١) أخرجه البخاري (٢٦٥١)، ومسلم (٢٥٣٥) (٢١٤) من حديث عمران بن حصين، وسيأتي عند أبي داود (٤٦٥٧) باب فضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) "مختصر سنن أبي داود" المطبوع معه "معالم السنن" ٣/ ٤٥، ولكن هذا القول ليس من كلام المنذري، وإنما هو من كلام الخطابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>